تعريف الوطن.. ولماذا نحبه؟!!

0 التعليقات

الحـــق الأول 
حـــــب الوطن
المطلــــــــب الأول 
تعريف الوطــــن. ولماذا نحبه ؟
أولاً : تعريف الوطن :
الوطن في اللغة : محل الإنسان ومنزل إقامته وقيل مكان الإنسان ومقره، وإليه انتماؤه ، ولد به أو لم يولد0
وقسم الكفوي رحمه الله الوطن إلى ثلاثة أقسام : 
الأول : الوطن الأصلي : وهو المكان الذي ولد فيه الإنسان أو البلدة التي تأهل فيها. 
الثاني : وطن الإقامة : وهو البلدة أو القرية التي ليس للمسافر فيها أهل، ونوى أن يقيم فيه خمسة عشر يوما فصاعدا. 
الثالث : وطن السكني : وهو المكان الذي ينوى المسافر أن يقيم فيه أقل من خمسة عشر يوماً
ومما يتضح أن الوطن لغة المكان الذي يقيم به الإنسان ولد به أم لا. 
الوطن في المفهوم المعاصر : 
بعد الوقوف على تعريف الوطن لغة يتضح أنه غير مستعمل على عمومه اليوم في مفهوم الوطن، لأنه يعتبر الإقامة في المكان توطنا، وهو مخالف لما عليه أعراف الناس اليوم، ولذا يمكن تعريف الوطن في المفهوم المعاصر بأنه : 
الدولة التي ولد فيها الإنسان الذي يحمل جنسيتها تبعاً لآبائه وأصوله الذين توارثوا هذه الجنسية ، وقد تمنح الدولة شرف المواطنة ( الجنسية ) لمن لم يولد، أو ولد على أرضها، إذا كانت مصلحة الوطن تستدعى ذلك. 
ثانياً : لماذا يحب الإنسان وطنه : 
إن محبة المكان الذي ولد فيه الإنسان ونشأ فيه وترعرع بين أحضانه أمر فطري، مجبول عليه الإنسان والحيوان ، لأنه يجد فيه دفء الوطن وأمنه وذاته. 
ومن أدلة ذلك : 
1. قوله تعالى : [حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ]0
2. فوله e : إن الإيمان لبأزر إلى المدينة كما تأزر الحية إلى مجرها
3. قول الأصمعي رحمه الله : قالت الهند : ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بعيداً ، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً0
لماذا نحب وطننا المملكة العربية السعودية ؟
أسباب عديدة – فوق محبتنا الفطرية – تجعلنا نزداد حباً واعتزاز بوطننا منها : 
1. أن حب هذا الوطن جزء من حبنا لعقيدتنا الإسلامية. 
2. فيه مهبط الوحي للرسالة الخاتمة للعالمين. 
3. فيه ذكريات وطننا الخالدة التي عاشها أسلافنا العظام. 
4. وجود أملاكنا وأرزاقنا التي كتب الله تعالى لنا
5. على أرضه ولد الهدى فالكائنات ضياء ببعثته e. 
6. احتضانه الكعبة البيت الحرام قياماً للناس وقبلة المسلمين. 

المطـلب الثاني 
حكم محبة الوطـــن
لما كانت محبة الوطن أمري فطري عند الإنسان فإن الكتاب والسنة أكدا ذلك في مواطن عدة نذكر منها ما يلي : 
1. قوله تعالى : [قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ].
لقد عدد الله عز وجل أهم الأمور التي يتعلق بها قلب الإنسان ويحبها لكنه جل وعلا حذر من طغيان محبة هذه المتعلقات الدنيوية على محبة الله تعالى ومحبة رسوله e والجهاد في سبيله. 
وفيه دلالة واضحة على مشروعية حب الوطن الذي غالباً ما يضم هذه المحبوبات الثمانية0
2. قوله تعالى : [لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ].
وقوله تعالى : [لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ].
هذه الآيات وكل الآيات التي فيها إخراج من الديار تؤكد أن الوطن عزيز وغال، وفراقه مؤلم ومحزن، ومن ثم كانت محبته مشروعة. 
3. ما رواه مقاتل t أن النبي e خرج من الغار – حين الهجرة – وسار في غير الطريق مخافة الطلب، فلما أمن رجع إلى الطريق، ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة، وعرف إلى الطريق إلى مكة، واشتاق إليها، وذكر مولده ومولد أبيه، فنزل جبريل عليه السلام وقال له : اشتقاق إلى بلدك ومولدك ؟ فقال e : نعم. فقال جبريل عليه السلام فإن الله تعالى يقول : [إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ].
وعن الضحاك t : لما خرج النبي e من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى : " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " إلى مكة والشوق لا يكون إلا إلى المحبوب ، وفيه دلالة على محبة وشوق النبي e إلى وطنه0
4. ما رواه ابن عباس t أن النبي e قال لمكة : " ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك 0
ومما تقدم يتضح أن حب الوطن مشروع وثابت بالكتاب والسنة، تأكيداً لفطرته عند الإنسان ، ومن ثم فمن أحب وطنه كان مستقيماً ومتسقا مع الفطرة السليمة، ومن قصد بحب وطنه إتباع النبي e والاقتداء في هذه المحبة وعمارة الكون التي هي من أهم رسالة الإنسان في الوجود بعد عبادة الله تعالى كان مأجوراً ومثابا، وعضوا فعالاً في وطنه ومن ثم أمته الإسلامية. 
وفي المقابل من فقد هذه الفطرة الإنسانية وأصابه بلادة الشعور والإحساس بفضل الأرض التي ولد عليها وعاش فيها فلا يعرف قلبه حباً لوطنه ولا شوقا ولا انتماء إليه، كان هذا الإنسان غير جدير بالمواطنة، وليس ذلك فحب بل إنه إنسان غير مستقيم الفطرة، مخالف في ذاته الوقت لهدى النبي e ، وحينئذ يصبح عضوا غير فعال ، سلبيا في عطائه لوطنه، مما يؤثر في تخلفه عن ركبة الحضارة والتقدم. 
ويقيني أن كل مواطن سعودي من الفريق الأول ، لأنه ربط حبه لوطنه بعقيدته الإسلامية، واعتبره واجباً شرعياً لا يجوز تركه ولا التخلي عنه. 

المطلب الثالث
أثر محبة الوطن
إن محبة الوطن الذي يعيش فيه الإنسان ونعني به هنا وطننا الغالي المملكة العربية السعودية – مقرها القلب، الذي يسخر الجوارح للتأكيد على هذه المحبة، لتخرج إلى الواقع، الذي يجعلنا نمنح لقب المواطن الصالح لهذا المحب لوطننا لأنه ترجم هذه المحبة إلى سلوك عملي، يسعى من خلاله تأكيد هذه المعاني وتلك الحقوق الواجبة للوطن، والتي تعد أهم آثار محبة الوطن، وهي : 
1. تثمين النعم الإلهية للملكة العربية السعودية. 
2. الحفاظ على أمن الوطن واستقراره. 
3. العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره. 
4. الذود عن حمى الوطن ومكتسباته. 
وسنفصل القول في كل حق من هذه الحقوق فيما يلي : 


الحق الثاني
تثمين النعم الإلهية لوطننا المملكة العربية السعوديه
المطلب الأول 
النعم الإلهية التي انفرد بها وطن عن غيره من الأوطان
لقد حبى الله تعالى وطننا العزيز منحاً وعطايا لا نظير لها في أي من أوطان الدنيا، ولا يمكن لإنسان أو سلطة أو دولة أن تحقق واحدة منها لوطنها، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ؛ ولذا يحق لكل سعودي أن يتيه بها شرفاً وفخراً، وحمداً وشكراً، ومن أهمها ما يلي : 
1. نزول عدد من الرسالات السماوية على أرضه، وآخرها رسالة الإسلام. 
2. اصطفاء عدد من أبنائه ليبلغوا رسالة ربهم إلى قومهم، وآخرهم محمد e؛ الذي أرسله ربه جل وعلا للناس جميعاً وخاتما للمرسلين. 
3. أول بيت وضع لعبادة الله تعالى في الأرض البيت الحرام، وهو قبلة المسلمين في شتى بقاع الأرض، وأحب بلاد الله تعالى إليه وخير أرض الله. 
4. أن الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج لا يؤدي إلا مكة وعرفات ومنى، ومرتبط بها مناسك الحج والعمرة وشعائر الإسلام. 
5. وجود مسجدين من أفضل مساجد الدنيا وأعظمها أجراً في الصلاة فيها، ويسن شد الرحال إليها المسجد الحرام والمسجد النبوي. 
6. صحابة النبي e الذين هم خير قرون الدنيا كانوا من أبناء هذا الوطن، وكانوا أهلاً لاختيار الله تعالى لهم، واصطفائهم بهذا الشرف فقدروه وحملوا راية التوحيد، ونشروا الإسلام في إرجاء المعمورة. 
7. دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي أعادت البلاد إلى جادة الصواب والمنهج الصحيح للعقيدة الإسلامية، فعم خيرها القاصي والداني، واقتفى أثرها المصلحون المسلمون في بلاد الإسلام. 
8. تعاهد الإمام محمد بن سعود مع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله على نشر الدعوة الإصلاحية ، والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة عام 1157 هـ الموافق 1744م0
9. قيام الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بتوحيد المملكة، وتأسيس أول دولة تجمع أجل خاصتين، ضعفا في كثير من دول المسلمين ، بل عموم حياتهم فرونا طويلة وهما : 
الأولى : الإسلامية بمعناها الشمولي لكل جوانب الحياة. 
الثانية : الأصالة العربية بما فيها من شيم الآباء والعزة والثقة بالنفس ونحوها ، مما يدعو إلى الإسلام من جميل السجايا والأخلاق 0
10. جعل القرآن الكريم دستورا للدولة، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلام في جميع جوانب الحياة وإقامة الحدود الشرعية. 
أكد ذلك كل حاكم من آل سعود يوم أن يتولى الحكم، ليتيه شرفا وفخرا على الدنيا جمعاء، ومن ثم يتبعه الأمراء والعلماء والعامة والخاصة، وكيف لا يفعلون ذلك، وقدوتهم في ذلك الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، عندما طلبت هيئة الأمم المتحدة نسخة من دستور المملكة، أرسل إليهم رحمه الله نسخة من القران الكريم، وقال : هذا هو دستور المملكة العربية السعودية 0
وقد أضفى تطبيق هذا المنهج الإلهي على وطننا الغالي صفة الأمن والأمان، والعدل والمساواة، كما حلت على ربوعه البركة والخيرات. 
11. حكام هذا الوطن من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله الذين قدروا هذه العطايا الإلهية المتقدمة وغيرها، فرفعوا هاماتهم على الدنيا شرفاً وفخراً بها، وخفضوا جناحهم مودة ومحبة وسهرا وحرصا على هذا الوطن وأبنائه ، لمواصلة تحقيق رسالة الآباء الكرام، من رفع راية التوحيد عالية خفاقة، وإعلاء شأن هذا الوطن، والعمل على سعادة شعبة وتقدمه وازدهاره. 
ومن القواعد العزيزية ( نسبة إلى الملك عبد العزيز رحمه الله ) في بناء وحكم الدولة السعودية في هذا المقام قوله رحمه الله : [ إن خدمة الشعب واجبة علينا لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص... شعبنا العرب فنحن من العرب وإليهم، وخدمة الإسلام والعرب واجبة علينا بصفته عامة، وخدمة شعبنا وأمتنا واجبة علينا بصفة خاصة] 0
12. العمل على إعلاء كلمة الإسلام، ورفع ورايته محليا وعالميا، وجمع كلمة العرب والمسلمين. ومن القواعد العزيزية في هذا المقام قوله رحمه الله : [ إن فخرنا وعزنا بالإسلام ، ولا يهمني مال قارون، ولا غيره، وكل همي موجه لإعلاء كلمة الدين وإعزاز المسلمين... سنبقى مثابرين – أنا وأسرتي – على هذه الخطة إلى ما شاء الله ، ولن نحيد عنها قيد شعرة بحوله الله وقوته... ومن الله نسأل التوفيق والهداية ] 0
ومن صور حمل مسئولية الدعوة والعمل على وحدة الصف العربي والإسلامي ما يلي : 
الأولى : عقد أول مؤتمر إسلامي لجمع شمل الأمة الإسلامية. 
دعا لهذا المؤتمر الملك عبد العزيز رحمه الله ، وعقد في 20 ذوالقعدة 1344هـ 3/3/1926م ولا ينس التاريخ والمسلمون كلمته الافتتاحية ، وفيها يقول رحمه الله : [ أيها المسلمون الغيّر لعل اجتماعكم هذا في شكله وموضوعه أول اجتماع في تاريخ الإسلام ، ونسأله تعالى أن يكون سنة حسنة، تتكرر كل عام، عملا بقوله تعالى : [وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ]وبإطلاق قوله تعالى : [وَأْئتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ] 0ويا ليت قادة العرب والمسلمين اليوم يحيوا تلك السنة الحسنة، وهي الاجتماع مرة كل عام، ليدرسوا أحوال الأمة ويقصدوا قوتها ويحققوا أحد مظاهر وحدتها ، وليتذكروا تلك القاعدة التي عرف قدرها الغرب وغير المسلمين، فطبقوها والتزموا بها ، فأثمرت لهم قوة وعزة ووحدة ومهابة. 
الثانية : عقد أول مؤتمر عالمي لقادة الجماعات والأقليات الإسلامية. 
نظراً لما كانت تعانيه الأقليات المسلمة في القرن الماضي من تحديات واضطهاد ، فإن نصرتهم وتأييدهم واجب على المسلمين جميعا، فكان أولهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أول من دعا إلى عقد مؤتمر عالمي لقادة الجماعات والأقليات الإسلامية في القارات الخمس بمكة المكرمة، لبحث أوضاع تلك الجماعات والأقليات والقضايا التي تواجهها 1412هـ 0
الثالثة : عقد أول مؤتمر للحوار بين الحضارات، والحوار بين إتباع الديانات والثقافات لقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى عقد عدة مؤتمرات عالمية، أهمها مؤتمر مدريد للحوار بين الحضارات في يونيو 2008م ، والمؤتمر العالمي للحوار بين إتباع الديانات والثقافات بالأمم المتحدة 14/11/1429هـ - 14/11/2008م 0والمؤتمر الإسلامي العالمي للحوارفي مكة المكرمة 26– 28/5/1429هـ
الرابعة : التمسك بعلوم الشرعية والحفاظ عليها والاهتمام بها وتقدير العلم والعلماء محليا وعالميا ومن أدلة ذلك : 
§ تدريس العلوم الشرعية في جميع مراحل التعليم العام، وعدم مخالفة المناهج التعليمية لأحكام الشريعة الإسلامية
§ تخصيص ثلاث جامعات إسلامية رسالتها عالمية، وتضم طلابا من أبناء الدول الإسلامية. وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1394هـ والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1395هـ وجامعة أم القرى بمكة المكرمة 1406هـ. 
§ رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة 1381هـ، ومن أهم فروعها مجمع الفقه الإسلامي. 
§ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالراويات المشهورة ، وترجمة وطباعة معان وتفسير القرآن الكريم بمعظم اللغات العالمية، وقدعم خير هذا المجمع القاصي والداني في شتى بقاع الدول الإسلامية وغيرها، حيث تبلغ طاقته السنوية 30 مليون نسخة 0
§ الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1392هـ 0
§ جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي 1397 / 1977 0
§ جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
الخامسة : المشاركة المؤثرة والفعالة بشتى صورها بالنفس والمال واللسان للذود عن حمى الأمة الإسلامية والعربية، وما يحل لها من كوارث وأزمات ، ويكفي كل سعودي شرفا وفخراً سلاح البترول، الذي استخدمه الملك فيصل رحمه الله في حرب 1973، فكان له عظيم الأثر في انتصار المسلمين على اليهود
13. خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين ، أكد على هذه النعمة وعرف قدرها حكام هذه البلاد من آل سعود ، فلقب الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله نفسه بخادم الحرمين الشريفين ، وتبعه في ذلك الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي بين هذا الشرف في قوله : " إن المملكة ماضية بتوفيق من الله تعالى وفضله في بذل كل ما تملك لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزار، إن ما يتم تنفيذه من توسعة للمسعى واستكمال لأدوار جسر الجمرات وتطوير عام لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يأتي في سياق الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى، إن منّ على المملكة وشعبها بخدمة هذه البقاع الطاهرة.
وصرح الأمير سلمان بن عبد العزيز أن هذا اللقب كان لقب الملوك من آل سعود بداءً من الملك المؤسس الموحد الملك عبد العزيز رحمه الله.
14. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 
لما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم سمات الأمة الإسلامية [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ].
فقد أوجبه الله تعالى على كل مسلم ومسلمة وألزم المسلمين بتخصيص جماعة تقوم بهذه الفريضة في المجتمع وهو ما يسمى بوظيفة المحتسب امتثالاً لأمر ربنا جل وعلا [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ]0وقوله تعالى [الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ]0
وهذا ولله الحمد والمنة مطبق في المملكة بل هي الدولة الفريدة في العالم الإسلامي التي أنشأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهنيئا له بتطبيق هاتين الآيتين اللتين فيها صمام أمن المجتمع وأمانه 0

المطلب الثاني 
تثمين النعم الإلهية لوطننا

إن العطايا والنعم الإلهية السابقة وغيرها لا تحصى ولا تعد تقتضي وتلزم كل مواطن سعودي بواجبات عديدة أهمها ما يلي : 
الواجب الأول : معرفة هذه النعم ومداومة تذكرها، ودليل ذلك قوله تعالى : [وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]. 
وقوله تعالى : [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ].
فقد أمر الله تعالى في الآيتين السابقتين المسلمين الأول بتذكر أحوالهم قبل حلول نعم الله تعالى عليهم، والأمر للوجوب – كما قال الأصوليون – وأرى أن هاتين الآيتين تنطبقان على حال بلادنا ، تمام الانطباق قبل قيام المملكة، وتوحيدها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله. 
ولذا وجب شرعاً على كل مواطن سعودي على هذه الأرض المباركة أن يتذكر دائماً نعم الله تعالى على وطننا الغالي، وأن يذكر بها يتحدث بها مع نفسه ومع غيره، امتثالاً لقوله تعالى : [وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ] 0
الواجب الثاني : شكر المنعم الأعلى وهو الله عز وجل. 
لقد حدد الله تعالى غاية ذكر النعم وتذكرها بالشكر والحمد والثناء لكن شكرها لا يكفى باللسان، وإنما يتحقق بالحفاظ على هذه النعم، واستعمالها في طاعة الله عزوجل ، والسعي بها إلى تحقيق كل ما فيه رفعة وعزة لوطننا، ومن ثم أمتنا الإسلامية. 
وشكر نعم الله تعالى على وطننا بالطريقة السابقة ليس فيه حفاظا عليها فقط، وإنما ينميها ويزيدها، يقينا يوعد من ربنا عزوجل : [لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]الواجب الثالث : الاقتداء بسلف هذه الأمة من أبناء هذا الوطن صحابة رسول الله e ، الذين أثبتوا للعالم كله أنهم أهل لاختيار الله تعالى وتشريفهم بصحبة النبي e وتزكيتهم في القرآن والسنة ، فقدروا ذلك وشكروا هذه النعم بإيمانهم الثابت بهذا الدين وتمسكهم به، والدعوة إليه والدفاع عنه بأرواحهم وأموالهم وألسنتهم وأولادهم. 
الواجب الرابع : استمرار محبة هذا الوطن والاعتزاز به، والحرص عليه والدفاع عنه، والمشاركة البناءة في رفع رايته وتقدمه، والعمل على تحصينه بالشريعة والتخلق بأخلاق الإسلام، والدعوة إليه بالقول والفعل، والاعتصام بالكتاب والسنة. 
الواجب الخامس : طاعة أولى الأمر من آل سعود الذين أجرى الله تعالى كثيراً من نعمه في وطننا على أيديهم، من عودة إلى التوحيد الخالص، ووحدة للصف والكلمة، وأمن وأمان، وتعلم وتعليم، وتقدم وازدهار، فلهم علينا حق الطاعة – ما أطاعوا الله ورسوله - والنصرة والمؤازرة والمحبة والولاء. ومحاربة الإرهاب والغلو والتطرف وكل فكر ضال يزعزع أمن البلاد، ويشوه صورة الإسلام والمسلمين. 

الحق الثالث 
الحفاظ على أمن الوطن استقراره 
المطلب الأول 
حكم الحفاظ على أمن الوطن واستقراره
اعتبر الإسلام الأمن في النفس والأمن في الوطن من نعم الله تعالى على العبد، أكد القرآن الكريم والسنة المطهرة ذلك في مواطن عديدة، تذكر فيها ما يلي : 
1. قوله تعالى : [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ]0
2. قوله تعالى : [لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ(1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ(3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ].
يقول ابن كثير رحمه الله في ذلك : يقول الله تعالى ممتنا على قريش، فيما أحلهم من حرمه الذي جعله للناس سواء العاكف فيه والباد، ومن دخله كان آمنا، فهم في أمن عظيم، والأعراب حوله ينهب بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا، كما قال تعالى ( لإيلاف قريش ) إلى آخر السورة 0
3. قوله e : " من أصبح آمنا في سربه معافٍ في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما جزت له الدنيا"0
4. مشاركته e قبل بعثته في حلف الفضول، حينما تعاهدت قبائل قريش على نصرة أي مظلوم في مكة، ولقد زكى الرسول e هذا الحلف بقوله : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت
مما تقدم نرى أن الأمن بنوعيه ( أمن الوطن وأمن النفس ) في الإسلام نعمة، والحفاظ على النعمة وشكرها واجب، ومن ثم كان الحفاظ على أمن وطننا واستقراره واجباً على كل مواطن يعيش على هذه الأرض المباركة، سعوديا كان أم غير سعودي، لكن الوجوب أشد إلزاما في حق المواطن السعودي. 
هذا الواجب بناء على ما تقدم ليس واجبا وطنيا فقط – كما يظن البعض – بل إنه أصبح واجبا شرعياً، يناب فاعله ويعاقب تاركه، وهو أيضاً واجب عيني على كل مواطن، وليس فرض كفاية على رجال الأمن كما يتوهم البعض. 
ولذا فإن المواطن الذي يسعى في إزالة هذه النعمة أو زعزعتها آثم وعاص، ويشاركه في الوزر من يرى من يهدد أمن هذا الوطن واستقراره ولا ينهاه ويمنعه ويأخذ على يديه. 

المطلب الثاني 
سبل تحقيق أمن الوطن واستقراره

الوطن في الإسلام نعمة، وأمنه نعمة ثانية لازمة للأولى، والحفاظ عليها واجب كما تقدم، لكن الحفاظ على نعمة أمن وطننا واستقراره لا بدله من شروط أو سبل، أهمها ما يلي : 
1. معرفة حقيقة نعمة الأمن الذي يحظى به وطننا، ولا تحقق هذه المعرفة إلا بدوام تذكرنا والأجيال من بعدنا كيف كان حال بلادنا قبل قيام هذه الدولة السعودية وتوحيد البلاد على أيديهم. 
يقول أحد الصحفيين واصفاً حال بلادنا آنذاك : كان بعض الأعراب يذبحون الحاج وإن كان فقيراً لاستلاب ما معه، كانوا يذبحون الحاج في رابعة أنهار، لم يسلم من أذاهم أحد، ولم يجدوا من يردعهم، فعاثوا فساداً حتى كان المسلم يخرج وهو لا يدري أيعود إلى وطنه أم يقتله السفاحون هناك ؟ وجاء ابن سعود فضرب أمثلة قاسية، كان يأمر بالسارق فتقطع يده.... وأنقذ بذلك رؤوس الألوف من حجاج بيت الحرام
ويقول روم لندو في كتابه ( الإسلام اليوم ) : " كانت جزيرة العرب قبل عهد الملك عبد العزيز (أيام حكم العثمانية وتسلط آل رشيد ) ممزقة الشمل؛ بسبب الثارات بين القبائل ، وكان السلب والنهب من المهن المعترف بها ولم تكن طرق القوافل أو قطعان الماشية من غنم وجمال في مأمن من التعدي0 
ويقول نور الدين الزركلي : من تحصيل الحاصل أن نقول : إن الأمن في بلاد المملكة العربية السعودية كان ولا يزال مضرب المثل، فهو قول يردد في كل مناسبة ويرد على كل لسان، وما من إنسان دخل تلك البلاد حاجا أو معتمر أو سائحاً أو زائراً إلا عاد منها يحدث – إذا سئل عن الأمن بالأعاجيب، فمن قصة رجل سقطت حقيبته بين مكة والمدينة ولم يلبث أن قرأ في أم القرى خبر العثور عليها
2. التمسك بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها. 
3. شكر النعمة لأن دوامها مرهون بشكرها. 
4. أن يجعل كل مواطن من نفسه رجل أمن بمعنى الكلمة. 
5. الالتزام التام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 
6. التزام جانب الاعتدال في كل شيء في حياتنا ومحاربة الإرهاب والإرهابيين والتطرف والمتطرفين. 
7. التوسع في سياسة فتح باب الحوار مع الشباب. 
8. مواجهة مشاكل العصر بروح إسلامية واعية. 
9. حماية ناشئتنا من آثار الغزو الفكري المعاصر0
10. وجوب طاعة ولي الأمر إذا لم تكن في معصية ، وعدم الخروج عليهم وليس ذلك فحسب بل وجوب الالتفاف حولهم، وتأييدهم قولا وفعلا في كل ما يتخذونه من قرارات لتحقيق أمن الوطن استقراره. 
11. تقوية أواصر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع، وعدم التنازع والتفرق والاختلاف، والتعاون على البر والتقوى ، والتناصح لأئمة المسلمين وعامتهم. 
12. تجهيز جيش قوى يدعم أركان الدولة، ويحافظ على أمنها واستقرارها، ويرهب كل من تسول له نفسه كفر هذه النعمة. 
13. الأخذ بين من حديد على يد كل من يخل بأمن الوطن وأمانه، ويريد إفساده واستباحة حرماته، أو إيذاء المواطنين أو قتلهم أو ترويعهم0

الحق الرابع 
العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره 
المطلب الأول 
حكم العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره
إن عمارة الأرض وزارعتها وإخراج كنوزها مهمة الإنسان بعد عبادة الله عزوجل، أكدت ذلك كثير من النصوص الشرعية وتاريخنا الإسلامي، ومما يدل على ذلك ما يلي : 
1. قوله تعالى : [فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ]
2. قول تعالى : [وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ]
وفي ذلك يقول : عمر بن الخطاب t : ما من حال يأتين عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلى أن يأتين وأنا بين شعبتي رحلي التمس من فضل الله ثم تلا الآية السابقة
3. قول e : " ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة ( أو طير ) إلا كان له به صدقة"0
4. قوله e : " من بنى بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جاريا ما انتفع به من خلق الرحمن تبارك وتعالى".
5. قوله e : " إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسله
( فسيلة) فليغرسها"0
من هذه النصوص ونحوها يتضح أن الإسلام أوجب على المسلم عمارة الأرض، والاستفادة من كل ما فيها بركات وخيرات، ولا يتحقق ذلك إلا بالعلم والعمل، الذي يجعله غنيا عن سؤال الغير، عزيز عن ذلة السؤال، قويا بحركته وعمله وجهده، متعاونا مع غيره في اكتفاء الأمة وتقدمها وعزتها. وحيث إن تقدم الأمة أو الوطن ورفعته وعزته واجب، كان عمل المواطن السعودي ومشاركته في تحقيق عزة وطنه واجبا. 

المطلب الثاني 
سبل تحقيق رفعة شأن الوطن وازدهار وتقدمه
إذا كان العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره وتقدمه واجبا شرعياً، فلا بد من معرفة سبل تحقيقها ، والوقوف عليها وامتثالها والتفاعل معها وبها، وأهم هذه السبل ما يلي : 
الأول : الإخلاص : 
الإخلاص أساس نجاح الأعمال، وسر قبولها قال e : " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه"
والإخلاص في العبادة شرط لقبولها، وفي العمل ينقيه من شوائب التقصير والخلل، ويدفع المسلم إلى إتقان عمله، كما أمر النبي e : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"0
وإتقان العلم في المنظور المعاصر هو جودة الإنتاج، التي تتباهى به بعض الدول، حتى تقول هذا منتج ياباني أو أمريكي أو انجليزي ونحو ذلك، مما رفع شأن هذا البلاد وأعلى مكانتها، ويستطيع كل مسلم أن يجعل وظيفته أو حرفته عبادة إن قصد بها أعفاف نفسه عن الحرام وزلة السؤال، وكذا أن قصد عزة وطنه ورفعته ومن ثم أمته الإسلامية، ولا يتحقق ذلك إلا بإتقان العمل، والإتيان به على الوجه الأكمل. 
الثاني : الحفاظ على أمن الوطن استقراره : 
لقد رأينا قبل توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله كيف كانت ممزقة متفرقة متناحرة، ولذا لم تستطيع أن تقف على أبواب التقدم والازدهار، وإنما كانت ترفل في أثواب التخلف والفقر والزلة. 
واليوم قد تغير حالنا ولله الحمد والمنة بعد أن تمت وحدتنا واستتب أمننا، فأخذت دولتنا بمفاتيح النهضة والتقدم الحضاري والعماري، ولن يتم المضي قد ما في ذلك، إلا بعوامل أهمها الأمن والأمان، ولذا وجب على كل مواطن سعودي أن يسهم في نهضة بلاده ورفعتها ، بالإخلاص والعمل، والحفاظ على أمنة واستقراره.
الثالث : العلم والأخذ بأسباب التقدم والتكنولوجيا : 
قد يعتقد البعض أن الواجب علينا هو دراسة العلم الشرعي فقط، أما العلوم غير الشرعية فليس واجب علينا دراستها، وهذا فهم خاطئ يؤدي إلى تخلف المسلمين وتأخرهم، وقد أكد ذلك حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله، في قوله : فالعلوم التي ليست بشرعية تنقسم إلى وهو محمود وإلى ما هو مذموم وإلى ما هو مباح، فالمحمود ما يرتبط به أمور الدنيا كالطب والحساب، وذلك ينقسم إلى ما هو فرض كفاية وإلى ما هو فضيلة وليس بفريضة، أما فرض الكفاية فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا، كالطلب، إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان.... فلا يتعجب من قولنا إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفايات، : كالفلاحة والحياكة والسياسة0
وفي القواعد العزيزية [ وإني أقول بوجوب القوة في كل شيء، في الزراعة وفي السياسة وفي الصناعة وفي كل أمر فيه طاعة لله تعالى، أما ما يخالف ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد أمر رسول الله e بتعلم اللغات الأجنبية، لأنها من ضمن القوى على العدو، لئلا يظهر عليهم وكذلك أصحابه]0
الرابع : التعاون مع الدولة والمشاركة البناءة في نهضة المجتمع وكل ما فيه تقدمه، قدوتنا في ذلك رسول الله e مع وطنه وأهله، منها يوم أن هدموا الكعبة وأعادوا بناءها، فاجتمعت قريش وجزءوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة بناء جزء منها، فجمعت كل قبيلة حجارتها على حدة، وشارك النبي e مع قبيلته، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن ينال هذا الشرف، ثم ارتضوا تحكيم محمد الأمين e، الذي طلب رداء ووضع الحجر وسطه، وحمل الرداء رؤساء القبائل، ثم وضعه e بيده في مكانه، وكان عمره eخمسة وثلاثون عاما.
وفيها عبر واردي منها المشاركة في بناء المجتمع، والحرص على وحدته وعدم تفرقه، وقبل ذلك تزكية قريش للرسول e قبل بعثته. 

الحق الخامس 
الذود عن حمى الوطن ومكتسباته 
المطلب الأول 
حكم الذود عن حمى الوطن ومكتسباته
لقد أوجب الإسلام رد المعتدى، والدفاع عن الوطن والمال والأهل والعرض، وكلها دعائم الوطنية، ومن أدلة ذلك : 
1. قوله تعالى : [فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ]
2. قوله تعالى : [إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ]
3. قوله e : " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه شهيد ومن قتله دون دمه فهو شهيد".
4. مشاركة النبي e في حرب الفجار، وعمره عشرون عاما وقيل أقل، وكانت بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان، وكان النبي e ينبل على عمومته، أي يجهز لهم النبل الرمى، والغلبة في النهاية كانت لقريش.
ومن هذه النصوص ونحوها يتضح أن الدفاع والذود عن الوطن وحماه ومكتسباته واجب شرعي، وأن هذا الواجب يشمل الاعتداء الخارجي، الذي يأتي من خارج الوطن، والاعتداء الداخلي، والذين وصفهم القرآن بالسعي في الأرض فسادا، فيخربوا ما عمر من الأرض، ويدمروا كل نهضة وعمران، وهو ما ينطبق اليوم على الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين وخوارج هذا العصر، الذين استباحوا دماء المسلمين والمستأمنين والأطفال والنساء. 
ولا يكفى أن يذود المواطن السعودي عن وطنه، بل لابد أن يحافظ على مكتسبات هذا الوطن وانجازاته، التي قدم من أجلها آل سعود تضحيات غالية، فوق قرنين من الزمان، فجمعوا شتاته، بعد أن كانت البلاد اثنتي عشرة وحدة إقليمية، لكل وحدة منها حاكم، وكان بها أكثر من ثلاثين وحدة قبلية متناحرة متقاتلة متنافرة0
وأرسوا قواعد الأمن بالإيمان، ورفعوا راية التوحيد عالية خفاقة فوق هامات الدنيا بأسرها، فلا ينكس لها علما. 
تحقق جميع ما تقدم وغيره الكثير على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، وضحى هو وأسرته وصحبه من أجل وحدة هذا الوطن وقوته وعزته وتقدمه، مستمدا عونه من الله تعالى داعيا إلى شريعته سلوكا ومنهجا؛ ولذا كان لهؤلاء الحكام دين في رقبة كل سعودي، وعهد أن يحبوهم ويؤازروهم ويناصروهم، ويطيعوهم ما أطاعوا الله ورسوله، وأن يحافظوا على هذه المكتسبات لهذا الوطن، التي أجراها الله تعالى على يد آل سعود بعهد وميثاق مع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وليقف الجميع بالمرصاد لكل من تسول له نفسه في النيل من هذه المكتسبات ، التي تمثل اليوم لكل سعودي ثوابت وطنية، ولا أكون مبالغا أن قلت ثوابت شرعية ودينية، لأن خير هذه البلاد وعزها خير لكل مسلم وعز للإسلام والمسلمين. 

المطلب الثاني 
سبل تحقيق الذود عن حمى الوطن ومكاسبه
أن تحقيق الذود عن حمى الوطن ومكتسباته له طرق شيء أهمها : 
الأول : مواصلة تقوية الجيش والشرطة، وتجهيزهما بأحدث التقنيات العسكرية والأمنية الحديثة؛ ليكونا درعين واقيين لوطننا الغالي ضد كل من تسول له نفسه انتهاك حرماته أو الاعتداء عليه أو زعزعة منه، وفي نفس الوقت ليكونا عونا للأمة الإسلامية والعربية إذا دعا داعي الجهاد للدفاع عن حرمات الأمة الإسلامية والعربية. 
الثاني : تنمية الانتماء الوطن وتقويته لدى المواطن، والتذكير به في شتى مراحل التعليم وفي جميع وسائل الإعلام، ليصبح كل مواطن جنديا في موقعه، يدافع عن مكتسبات هذا الوطن، ويذود عن حماه بنفسه وماله ولسانه وولده. 
الثالث : المآزرة والمناصرة والطاعة في غير معصية – لولاة أمرنا من أسرة آل سعود، يقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وجميع رجالات الدولة الذين أخذوا على عاتقهم الذود عن حمى هذا الوطن الغالي، والحفاظ على أمنه ومكتسباته. 
الرابع : التذكير الدؤوب بحال بلادنا قبل توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، وكيف سادها التفرق والتعفف والتخلف، وكانت مطمعاً للقاصي والداني، لكن تغير الحال بعد توحيدها، حتى أصبحت دولة مرموقة مهابة الجانب، يشار لها بالبنان على مستوى المحافل العربية والإسلامية والدولية. 
الخامس : تسليح المواطنين بتقوى الله عزوجل، وهذا السبيل أخذناه من الملك عبد العزيز رحمه الله في قوله [ فيجب على المسلمين أخذ سلاحهم والسلاح سلاحان : أما سلاح العدة من طيارات وما إليها ... وأما السلاح الثاني – وهو الأعظم – فالذي أوصى به نفس وأوصيكم به وهو التقوى الاعتصام بحبل الله جميعا ] وتقوى الله تعالى تورث في النفس مراقبة العبد لربه جل وعلا، وتجعل كل مواطن يقوم بأداء واجبه أو وظيفته على الوجه الأكمل دون رقيب أو ملاحظ بشري لأن رقيبه الله عز وجل.
الحمد لله رب العالمين الذي أتم عليَّ نعمة جمع أهم الحقوق الشرعية لوطني المملكة العربية السعودية في بحثي هذا، والذي يمكن حصر ثماره ونتائجه فيما يلي : 
1. الحق الأول ( حب الوطن) ، وهو أساس جميع الحقوق، لأنه فطري أكده الكتاب والسنة ومن قصد به إتباع النبي e والاقتداء به في حبه لوطنه كان مأجورا، وحيث إن عمارة الأرض واجبة على الإنسان ولا تتحقق إلا بمحبة الوطن كانت واجبة لذلك. 
2. الحق الثاني لوطننا الغالي تثمين النعم الإلهية التي انفرد بها عن غيره من الأوطان ومن أشهرها : نزول الوحي بالرسالة الخاتمة – بعثة النبي e - البيت الحرام – المسجد النبوي – دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتعاهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله على نشر الدعوة – توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله – جعل القرآن الكريم دستور الدولة وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود الشرعي – حكام هذا الوطن من آل سعود – العمل على إعلاء كلمة الإسلام والدعوة إليه – خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة – هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 
¨ هذه النعم وغيرها تحتاج إلى شكر وتثمين، ولا يتحقق إلا بعدة واجبات على كل مواطن سعودي : 
الأول : معرفة هذه النعم ومداومة تذكرها.
الثاني : شكر المنعم الأعلى وهو الله عزوجل. 
الثالث : الاقتداء بسلف هذه الأمة الذين اثبتوا للدنيا أنهم أهل لاختيار الله تعالى لهم بشرف الصحبة فكانوا خير القرون. 
الرابع : استمرار محبة هذا الوطن والاعتزاز به والمشاركة في رفع رابته وتقدمه. 
الخامس : طاعة أولى ونصرتهم ومؤازرتهم في حفظ أمن البلاد. 
3. الحق الثالث : الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ، لأن الأمن في الإسلام نعمة وشكرها واجب ولا يتحقق هذا الواجب إلا بسبل أهمها : 
¨ معرفة حال بلادنا قبل توحيدها وما كانت عليه من تفرق وتخلف. 
¨ تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة حدودها. 
¨ وجوب طاعة ولي الأمر إذا لم تكن في معصية. 
¨ تقوية أواصر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع. 
¨ تجهيز جيش قوي يكون درعا للوطن ضد المخربين لأمنه. 
¨ الحفاظ على أمن الوطن واجب على كل مواطن سعودي ومقيم على هذه الأرض. 
4. الحق الرابع : العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره ؛ لأن الإسلام أوجب على المسلمين عمارة الأرض والاستفادة من خيراتها وبركاتها ؛ لما في ذلك من عزة للمواطن ورفعة لوطنه، ولا يتحقق هذا الواجب الوطني إلا بسبل أهمها. 
الإخلاص في العمل وإتقانه – الحفاظ على أمن الوطن واستقراره – العلم والأخذ بأسباب التقدم والتكنولوجيا – التعاون مع الدولة والمشاركة البناءة في نهضة المجتمع وكل ما فيه تقدمه ورفعته. 
5. الحق الخامس : الذود عن حمى الوطن ومكتسباته ، هذا الحق أوجبه الإسلام ومن قتل دونه كان شهيدا، ولذا وجب على كل مواطن سعودي أن يفتدي وطنه بالنفس والنفيس ضد أي اعتداء عليه أو تعد على أمنه أو تخريب وهدم لمكتسباته التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد قرونا عدة، ولا يتحقق هذا الواجب إلا بطرق أهمها : 
¨ مواصلة تقوية الجيش والشرطة – تنمية الانتماء الوطن وتقويته لدى المواطن – طاعة ولاة الأمر ومساندتهم في تحقيق ذلك – التذكير الدائم بحالنا قبل توحيد المملكة وبعده – تسليح المواطنين بتقوى الله عزوجل التي تورث المراقبة فيؤدي كل مواطن عمله على الوجه الأكمل دون رقيب بشري. 
وختاما فإن هذه الحقوق الواجبة علينا نحو وطننا العزيز من أداها كان مأجوراً لأنه ساهم في وحدة المسلمين وقوتهم وعزتهم في هذا الوطن، الذي هو جزء من الأمة الإسلامية بل هو لبها وقلبها القابض ، وكان محيا لرسالة هذا الوطن التي قام بها أجداده من الصحابة رضي الله عنهم الذين أثبتوا للتاريخ أنهم بتمسكهم بشريعتهم ومحبتهم لدينهم أهل لاختيار الله تعالى واصطفائهم لصحبة خير المرسلين e ، ومن ثم كانوا خير قرون الدنيا. 
فأدم اللهم على وطننا هذا – وأوطان المسلمين جميعاً – أمنه وأمانه وعزته ورفعته ووفق اللهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وولاة أمورنا لما تحبه وترضاه ولما فيه خير العباد والبلاد والإسلام والمسلمين. 


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،، 
مراجع الموضوع
1. القرآن الكريم. 
2. إحياء علوم الدين – أبو حامد الغزالي – ط الحلبي. 
3. البداية والنهاية – ابن كثير – ط هجر . الرياض. 
4. تاريخ المملكة العربية السعودية – د. عبد الله الصالح العثيمين – الرياض. 
5. تاريخ ملوك آل سعود – سعود بن هذلول – ط المدينة. الرياض. 
6. التربية الوطنية – محمد قريان نياز ملا – ط دار المنارة. جدة. 
7. تطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية – د. عبد الرحمن الزبيدي – ط الأمانة العامة للاحتفال المئوي للملكة. 
8. تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته – د. محمد سالم العوفي – ط المدينة. 
9. تفسير القرآن العظيم – ابن كثير – ط المكتبة العصرية . بيروت. 
10. التفسير الكبير – الفخر الرازي – ط دار الكتب العلمية . طهران. 
11. تفسير المراغي – ط الحلبي. 
12. التفسير الواضح – محمد محمود حجازي – ط الاستقلال الكبرى. 
13. جامع الترمذي – ط دار السلام. الرياض. 
14. حب الوطن من منظور شرعي – د. زيد عبد الكريم الزيد. الرياض. 
15. الدر المنثور في التفسير بالمأثور – جلال الدين السيوطي – ط مركز هجر . القاهرة. 
16. الرحيق المختوم – صفي الرحمن المباركفوري – ط الوكالة الإسلامية. 
17. سنن ابن ماجة – ط دار السلام . الرياض. 
18. سنن أبي داود – ط دار السلام. الرياض. 
19. سنن النسائي – ط دار السلام. الرياض. 
20. سيرة ابن هشام – ط الحلبي. 
21. شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز – خير الدين الزركلي – ط دار العلم للملايين . 
22. الشيخ محمد بن عبد الوهاب – أحمد آل أبو طامي – ط الأمانة العامة للاحتفال المئوي للمملكة. 
23. الصحاح – الجوهري – ط دار الكتاب العربي. 
24. صحيح البخاري – ط دار السلام. الرياض.
25. صحيح الجامع الصغير – الألباني – ط المكتب الإسلامي. 
26. في آفاق التربية الوطنية في المملكة العربية السعودية – د. سليمان الحقيل.
27. القاموس المحيط – الفيروز آبادي – ط الحلبي. 
28. قبسات نورانية من معالم المعرفة القرآنية – د. إسماعيل عبد الرحمن – ط الرحمة المهداة. المنصورة.
29. الكليات – الكفوي – ط مؤسسة الرسالة. 
30. لسان العرب – ابن منظور – ط دار صادر. بيروت. 
31. مجلة اليمامة – العدد 2032 – 1429هـ. 
32. مجلة الحج والعمرة – العدد التاسع – 1428هـ. 
33. مسند الإمام أحمد – ط دار صادر. بيروت. 
34. المصحف والسيف – محي الدين القابسي – ط دار الصحراء السعودية. 
35. المعجم الوسيط – د. إبراهيم مصطفى وآخرون – ط دار الدعوة. اسطنبول. 
36. الملك عبد العزيز آل سعود أمة في رجل – د. عبد الله عبد المحسن التركي – ط الاحتفال المئوي للمملكة. 
37. ملك يبني أمة – عبد الرحمن صائغ – ط الرياض. 
38. الموسوعة العربية العالمية – ط مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع. الرياض. 
39. ندوة المجتمع والأمن – ط كلية الملك فهد الأمنية – 1422هـ. 
40. نظام وسياسة التعليم في المملكة – د. سليمان الحقيل. 
في ظل هذة الظروف التي تمربها بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط ومن خلال هذا المنتدي المحب للوطن وشعبه وقيادته الحكيمه بقيادة ملك الانسانية احببة ان انقل لكم هذا الموضوع الذي يتحدث عن حب الوطن والوطن في القلوب ولكن هذا الموضوع من المواضيع الجميله الرائعه التي اعجبني وارجو التوفيق للجميع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حقوق الموقع2011 ۞۞ أبناؤكـ يـــاآ وطني ۞۞.
تصميم نوكت. فري دونلود بلوجر تمبلت - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية